بث تجریبی

مقال للأستاذة/ سماح عبد المعطى يوسف خميس/ مدرسة باب الشعرية الصناعية بنات

التعليم الفنى مفتاح النهضة الصناعية


التعليم الفنى سر نهضة الشعوب

 

التعليم الفنى مفتاح النهضة الصناعية

ان التعليم الفنى كان من الاسباب الرئيسية فى التقدم الصناعى لعدد من الدول المتقدمة مثل المانيا واليابان والصين وكوريا ....وغيرها

ومصر من الدول التى كان لها السبق بالاهتمام بالتعليم الفنى وخاصة الصناعى من العصر الفرعونى وخلال فترة حكم محمد على الذى سخر كل قوته لخدمة الطلاب والصناع والحرفيين وأرسل بعثات تعليمية إلى أوروبا لتحصيل العلوم العسكرية والطب وسك العملة والمعادن وتعلم فنون العمارة والصناعة والزراعة.

و في الستينيات كانت مصر على موعد مع انتفاضة كبرى في الصناعة والزراعة أعقبت الانتفاضة الحقيقية "ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢"، حيث وضعت مصر خطة للإصلاح الزراعى والصناعى، وكان طلاب التعليم الفنى العمود الفقرة للنهضة الصناعية في تلك الفترة حيث أنشأت مصر أكبر قاعدة صناعية في العالم الثالث حيث بلغت عدد المصانع التى أنشئت في عهد الثورة ١٢٠٠ مصنع منها مصانع صناعات ثقيلة وتحويلية وإستراتيجية، كما انعكست النهضة الاقتصادية في عهد الثورة على مستوى التعليم حيث انخفضت نسبة الأمية من ٨٠٪ قبل ١٩٥٢ إلى ٥٠٪ عام ١٩٧٠ بفضل مجانية التعليم في كل مراحل الدراسة، وشهدت مصر بناء قلاع صناعية كبرى مثل مجمع مصانع الألمونيوم في نجع حمادى، ومصانع الغزل والنسيج.

وبداية التدهور والانهيار في التعليم الفنى كانت في السبعينيات من القرن الماضى، حينما دخلت مصر معارك وحروبا مصيرية بدأت بالعدوان الثلاثى وانتهت بنصر أكتوبر عام ١٩٧٣، وعانى التعليم الفنى طوال هذه السنوات من التدهور الذى وصل إلى حد الانهيار في السنوات الأخيرة

وهناك مجموعة من العوامل أسهمت في تدهور التعليم الفنى في مصر، وتنوعت هذه العوامل ما بين أسباب تعليمية وفنية وأخرى اقتصادية وتشريعية، بالإضافة إلى الأسباب الاجتماعية.

ومن اهم الاسباب التى اسهمت فى تدهور التعليم الفنى :

١_ عدم الربط بين المناهج التعليمية التى يدرسها الطلاب وما يتطلبه سوق العمل مما يؤدى الى تخريج طالب لا يواكب سوق العمل الموجود.

٢_  اسلوب الشرح يعتمد على الحفظ والتلقين تطوير او توافر وسائل تعليمية مناسبة نظرا لضعف الموارد الاقتصادية.

٣_المعلم غير مؤهل بالشكل الصحيح.. والبعض لا يسعى لتطوير لنفسة ومواكبة التطورات الاقتصادية الحديثة المتلاحقة لتخصصه.

٤_ عجز الطالب عن اخراج ما لديه من قدرات ومواهب وذلك بسبب ضعف الامكانيات.

٥_نظام قبول الطلاب بالتعليم الفنى والذى جعل التعليم الفنى هو الملجأ الوحيد للطلاب الاقل مجموعا فى المرحلة الاعدادية ليتحول الغرض من الالتحاق بالتعليم الفنى هو الحصول على شهادة فقط

٦_ضعف الميزانية المخصصة للتعليم الفنى.

٧_ انخفاض مستوى رواتب المعلمين والذى جعل المعلم يبحث عن عمل اخر ولا يتفرغ لتطوير نفسه وذاته ومهاراته.

٨_ النظرة الدونية من قبل المجتمع للتعليم الفنى مما جعل البعض يطلق عليه لفظ ( دبلون ) من باب السخرية .

٩_ فقدان الطالب الثقة في قيمة التعليم وخوفه على مستقبله، لإحساسه بالإحباط من ضعف إمكانياته وعدم تناسبها مع سوق العمل، خاصة بعد رؤية الطابور الطويل من البطالة للخريجين السابقين له.

١٠_  اهمال الاعلام توضيح دور التعليم الفنى فى التنمية الاقتصادية وعدم تسليط الضوء على النماذج المشرفة لخرجيه

ورغم كل هذه المعوقات تعمل  الدولة جاهدة على الارتقاء بالتعليم الفنى على ارض الواقع

وذلك من خلال وضع خطة شاملة للتنمية منها :

١_ التوسع فى منظومة التعليم المزدوج

وهي  تقوم على إلحاق مدارس فنية بالمصانع والشركات الكبرى والصناعات الوطنية المهمة، من خلال البحث عن الصناعات الرئيسة والتى نحن بحاجة ماسة إليها وإلحاق مدرسة بالمصانع العاملة في تلك الصناعة، على أن يكون هناك نسبة وتناسب بين المصانع والمدرسة، أى أن يكون حجم المدرسة مرتبطا بحجم الصناعة وأهميتها وبالتالى المصانع الكبرى ستفتتح مدارس تجذب عدد كبير من الطلاب الذين يدرسون ويطبقون عمليا ما يدرسون

٢_ منظومة الجدارات

وتستهدف منظومة الجدارات او الكفايات ربط خريجى التعليم الفنى بسوق العمل وذلك من خلال قياس المهارات الفنية والعملية  التى يكتسبها الطلاب طوال فترة دراستهم وليس مهارات الحفظ فقط كما تهدف المنظومة أيضا إلى بناء السلوكيات الجيدة، مثل الحفاظ على البيئة، السلامة المهنية، والانضباط في أداء المهام ، كما تعتمد المناهج فى نظام الجدارات على أن يكون هناك ملف إنجاز لكل طالب ويكون مطلوبًا من الطالب أن يسجل كل إنجاز حققه في ملف الانجاز الخاص به بخط يده، وسيحصل على هذا الملف لتقديمه معه لأي فرصة عمل.

و طالب الجدارات سوف يحصل على شهادتين وليست شهادة واحدة ، حيث سيحصل على شهادة الدبلوم العادية ، بالاضافة إلى شهادة بها قائمة الجدارات لعرضها وقت التقدم لأي فرصة عمل . 

    وختاما لاشك أن تنمية الموارد البشرية هو أفضل أنواع الاستثمار ،فالإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها..والتعليم هو المسئول الأول عن تحقيق ذلك ..والتعليم الفنى بشكل خاص هو المورد الأساسى لدعم المجتمع بقوى عاملة محصنة بمهارات خاصة تتفق واحتياجات العصر .. وقدرات تتجاوب مع التطور المتسارع فى التكنولوجيا ..لذلك أصبح للتعليم الفنى دور محوري فى دفع مسيرة التنمية..باعتباره الطاقة المحركة لعجلة الإنتاج ،والانطلاق نحو صناعة مستقبل أكثر إشراقا..يستوعب الاجيال القادمة ويحولها الى طاقات خلاقة داعمة للاقتصاد القومى .